في يوم الخميس، السادس والعشرين من سبتمبر، تستمر الأسواق في مراقبة توقعات أسعار الدولار الأمريكي اليوم بعد أن شهد الدولار الأمريكي انتعاشًا ملحوظًا في جلسة التداول الأمريكية يوم الأربعاء. ومع بدء جلسة التداول الأوروبية صباح الخميس، دخل الدولار في مرحلة من الاستقرار النسبي، حيث ينتظر المتداولون بحذر مزيدًا من المؤشرات الاقتصادية والسياسية قبل اتخاذ أي قرارات جديدة بشأن الدولار.
واحدة من أبرز الأحداث المنتظرة اليوم هي الخطاب المسجل لرئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، الذي من المتوقع أن يلقي ضوءًا جديدًا على مستقبل السياسة النقدية الأمريكية. إلى جانب باول، من المقرر أن يقدم عدد من المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي تصريحاتهم خلال اليوم، والتي ستبدأ بالتدفق اعتبارًا من الساعة 13:10 بتوقيت غرينتش. هذه التصريحات ستكون حاسمة لتحديد التوقعات بشأن حجم تخفيض الفائدة القادم في نوفمبر.
تشير بيانات مجموعة CME Fed Watch إلى أن الأسواق تسعّر حاليًا احتمالية بنسبة 61% لتخفيض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. وكانت الحاكمة في الاحتياطي الفيدرالي، أدريانا كوجلر، قد صرحت يوم الأربعاء بأنها دعمت بقوة قرار الفيدرالي الأخير بتخفيض الفائدة بنصف نقطة مئوية، وأشارت إلى أنها ستدعم تخفيضات إضافية في المستقبل.
بالإضافة إلى التصريحات الاقتصادية الأمريكية، يتطلع المستثمرون أيضًا إلى صدور بيانات أمريكية مهمة، مثل طلبات السلع المعمرة وبيانات البطالة، والتي قد تقدم توجهات جديدة بشأن توقعات أسعار الدولار الأمريكي اليوم.
من ناحية أخرى، توقف صعود الدولار مؤقتًا مع عودة الإقبال على المخاطرة في الأسواق، بفضل التفاؤل المتجدد حول إجراءات التحفيز الاقتصادي التي تتخذها الصين. حيث أفادت تقارير بأن الصين تدرس ضخ رأس مال بقيمة 1 تريليون يوان (ما يعادل 142 مليار دولار أمريكي) في البنوك الكبرى المملوكة للدولة، كجزء من جهودها لدعم الاقتصاد.
بالإضافة إلى ذلك، عقد المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني اجتماعًا يوم الخميس أكد فيه على تخفيض نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك وخفض أسعار الفائدة بشكل قوي، ما ساهم في تحسين معنويات المخاطرة العالمية. نتيجة لذلك، شهدت المؤشرات الآسيوية ارتفاعًا، حيث اقتربت من أعلى مستوياتها خلال عامين، مع ارتفاع العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 الأمريكي بنسبة 0.60%.
توقعات أسعار الدولار الأمريكي اليوم شهدت تأثيرًا متباينًا على العملات الرئيسية. حيث استفادت معظم عملات مجموعة العشر (G10) من تحسن الإقبال على المخاطرة وتراجع انتعاش الدولار. كان الدولار الأسترالي الأفضل أداءً، حيث استفاد من التحفيزات الاقتصادية الصينية الأخيرة وارتفع إلى أعلى مستوياته منذ فبراير 2023، ليتم تداوله عند 0.6860.
في المقابل، حقق زوج USD/JPY انتعاشًا قويًا قبل أن يدخل في مرحلة من الاستقرار دون مستوى 145.00. ويظل الزوج مدعومًا بحالة المخاطرة في الأسواق، مما يضغط على الين الياباني كملاذ آمن. من ناحية أخرى، تجاهلت الأسواق محضر اجتماع بنك اليابان لشهر يوليو.
أما بالنسبة لزوج USD/CAD، فقد سجل خسائر طفيفة وتراجع نحو 1.3450، رغم الانخفاض الأخير في أسعار النفط. حيث شهدت أسعار النفط تراجعًا بنسبة 2% يوم الأربعاء، بعد أن انحسرت المخاوف بشأن إغلاق حقول النفط الليبية. حاليًا، يتداول خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بانخفاض قدره 1.45% ليقترب من 69 دولارًا للبرميل.
أما زوج USD/CHF، فقد استمر في التداول الجانبي بالقرب من مستوى 0.8500، في انتظار تقييم السياسة النقدية للبنك الوطني السويسري للحصول على إشارات جديدة.
بالنسبة لزوج GBP/USD، فقد استقر بالقرب من 1.3350 بدعم من تحسن معنويات الأسواق، وكذلك بفعل الفارق في السياسات النقدية بين الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا. وقالت صانعة السياسات في بنك إنجلترا، ميغان غرين، يوم الأربعاء إنه من المناسب اتباع نهج حذر ومتدرج فيما يتعلق بتخفيف السياسة النقدية.
وأخيرًا، فإن توقعات أسعار الدولار الأمريكي اليوم تؤثر أيضًا على الذهب، الذي يتم تداوله حاليًا بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2671 دولارًا. إلا أن حالة التشبع الشرائي على الرسم البياني اليومي قد تشير إلى تصحيح محتمل في الأسعار قريبًا.
0 تعليق