التداول المتأرجح هو استراتيجية تهدف إلى الاستفادة من حركة السوق المتأرجحة أو “التقلبات” الصغيرة. يركز هذا النوع من التداول على دخول السوق في نقاط معينة، ثم الخروج قبل أن تعود الحركة عكسًا. في هذه المقالة، سنتعرف على أساسيات التداول المتأرجح، وكيفية تطبيقه، بالإضافة إلى ثلاث استراتيجيات مبتكرة وفعالة في هذا النوع من التداول.
ما هو التداول المتأرجح وكيف يعمل؟
التداول المتأرجح هو استراتيجية تهدف للاستفادة من “الحركة” أو “التقلبات” داخل السوق على المدى الزمني الطويل، والإطار الزمني المستخدم على الأغلب لا يقل عن الإطار اليومي. الهدف الأساسي هو الدخول في الصفقات في الوقت الذي يكون فيه السوق في حالة حركة واضحة، والخروج من الصفقة قبل أن يحدث انعكاس كبير في الاتجاه.
إليك بعض مميزات وعيوب هذه الاستراتيجية:
المزايا:
-
لا تحتاج إلى الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشة، لأن الصفقات تستغرق أيامًا أو حتى أسابيع.
-
مناسب لأولئك الذين يعملون بدوام كامل.
-
أقل ضغطًا مقارنة بالتداول اليومي.
العيوب:
-
قد تفوتك بعض الفرص للاستفادة من الاتجاهات الكبيرة.
-
هناك خطر عند ترك الصفقات مفتوحة خلال الليل.
ملحوظة هامة: جميع الاستراتيجيات التي سنشرحها في هذا المقال يمكن استخدامها في الاتجاهين، سواء الصاعد أو الهابط. لكن أثناء الشرح، سنعرض مثالًا عمليًا لاتجاه واحد فقط (إما صاعد أو هابط) لتوضيح الفكرة بشكل أوضح وأسهل ولعدم إطالة المقال. فإذا رأيت مثالًا على اتجاه صاعد، فهذا لا يعني أن الاستراتيجية لا تعمل في الاتجاه الهابط — بل العكس، يمكنك تطبيق نفس الشروط ولكن بشكل معكوس.
الاستراتيجية الأولى: “استراتيجية الحصاد السريع”
تعتمد هذه الاستراتيجية على التداول في أسواق مائلة إلى التذبذب أو الجانبية (أي بين مستويات دعم ومقاومة). الفكرة هي انتظار السوق للكسر تحت مستوى الدعم، ثم العودة إلى الصعود، لفتح صفقة شراء عند حدوث الارتداد.
كيف تعمل الاستراتيجية:
-
حدد سوقًا في حالة تذبذب (تتحرك بين الدعم والمقاومة).
-
انتظر السعر ليكسر مستوى الدعم.
-
إذا حدث ارتداد قوي (أي عودة السعر إلى ما فوق مستوى الدعم)، قم بشراء بعد افتتاح الشمعة التالية.
-
ضع وقف الخسارة تحت أدنى نقطة للشمعة، وتحديد الهدف قبل مستوى المقاومة.
لماذا تخرج قبل المقاومة؟ كمتداول متأرجح، أنت تبحث عن “حركة واحدة” فقط. وبالتالي، الخروج قبل مستوى المقاومة يضمن لك فرصة تحقيق الربح قبل أن يبدأ الضغط البيعي.
الاستراتيجية الثانية: “استراتيجية الارتداد الذهبي”
تعتمد هذه الاستراتيجية على الاستفادة من الاتجاهات الصاعدة أو الهابطة، تمامًا مثل ركوب الأمواج. الفكرة هي دخول السوق بعد أن يحدث تصحيح في الاتجاه، مما يوفر فرصة للربح عندما يستأنف الاتجاه.
هذه الاستراتيجية لا تعمل في كل انواع الاتجاهات، بل هي تعمل في الاتجاهات التي يحدث به تصحيحات عميقة، لذلك ستكون هناك أرباح كبيرة على الطاولة بعد انتهاء التصحيح.
كيف تعمل الاستراتيجية:
-
حدد اتجاهًا واضحًا يحترم المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا.
-
عندما يقترب السعر من هذا المتوسط، انتظر لإشارة ارتداد صعودي.
-
إذا كانت هناك إشارة قوية للارتداد الصعودي، اشترِي بعد افتتاح الشمعة التالية.
-
ضع وقف الخسارة تحت أدنى نقطة للشمعة السابقة، وحدد الهدف قبل الوصول إلى القمة السابقة.
لماذا المتوسط المتحرك 50؟ المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا هو أحد الأدوات التي يراقبها العديد من المتداولين حول العالم، مما يجعلها أداة فعالة للعديد من الاستراتيجيات.
لمزيد من التفاصيل عن أسرار المتوسط المتحرك وكيفيه استخدامه باحتراف، إطلع على مقالة الشرح:
– مؤشر المتوسط المتحرك لم يكن يعمل حتى أكتشفت هذا السر!
الاستراتيجية الثالثة: “استراتيجية بداية التصحيح”
تستهدف هذه الاستراتيجية المتداولين الذين يفضلون التداول ضد الاتجاه السائد (المعروف أيضًا بالتداول العكسي). عندما يتحرك السوق بشكل قوي نحو مستوى المقاومة، يمكن استغلال هذه الحركة في الاتجاه المعاكس.
كيف تعمل الاستراتيجية:
-
حدد حركة قوية للسوق تجاه مستوى المقاومة.
-
انتظر إشارة رفض سعرية قوية، مثل الشمعة التي تغلق بقوة باللون الأحمر.
-
افتح صفقة بيع بعد الشمعة التالية.
-
ضع وقف الخسارة فوق أعلى نقطة للشمعة، وحدد هدفك قبل الوصول إلى القاع السابق.
إدارة الصفقات
بعد أن تعلمنا استراتيجيات التداول المتأرجح، من المهم أن تعرف كيفية إدارة صفقاتك. هنا يمكنك الاختيار بين نوعين من إدارة الصفقات:
-
الإدارة السلبية: في هذه الطريقة، تترك الصفقة حتى تصل إما إلى نقطة وقف الخسارة أو الهدف، ولا تتدخل إلا في هذه الحالات.
-
المزايا: قراراتك ستكون آلية وأكثر استرخاءً.
-
العيوب: إذا بدأ السوق في عكس اتجاهه، قد تؤدي النتيجة إلى خسارة.
-
-
الإدارة النشطة: في هذه الطريقة، تراقب السوق وتقرر ما إذا كنت ستبقى على الصفقة أو تخرج منها بناءً على إشارات السوق.
-
المزايا: يمكنك تقليل خسائرك، لكن قد تجد نفسك تخرج من الصفقة قبل أن تحقق أكبر قدر من الربح.
-
العيوب: قد تكون مرهقة، وقد تخرج مبكرًا من الصفقة.
-
بعض التقنيات للإدارة النشطة للصفقات
أسلوب المتوسط المتحرك:
-
يمكنك استخدام المتوسط المتحرك لتحديد ما إذا كنت ستبقى في الصفقة أو تخرج منها. إذا اخترق السعر المتوسط المتحرك، قد يكون الوقت قد حان للخروج.
هذا الأسلوب مناسب أكثرلاستراتيجية الأرتداد الذهبي حيث يعمل مؤشر المتوسط المتحرك كمستوى دعم أو مقاومة متحرك بحسب الأتجاه السائد.
أسلوب أعلى/أدنى الشمعة السابقة:
تعتمد هذه الطريقة على تتبع حركة الشموع. ببساطة:
-
في صفقات الشراء: حرك وقف الخسارة أسفل قاع الشمعة السابقة.
-
في صفقات البيع: حرك وقف الخسارة أعلى قمة الشمعة السابقة.
إذا أغلق السعر خارج هذا المستوى، فهي إشارة واضحة للخروج من الصفقة.
هذه الطريقة مفيدة لتقليل الخسائر بسرعة، خاصة عند التداول عكس الاتجاه مع استراتيجية الارتداد الذهبي.
الأسئلة الشائعة
أي من الاستراتيجيات الثلاثة هي الأفضل؟ لا توجد استراتيجية أفضل من الأخرى. يعتمد اختيار الاستراتيجية على أسلوبك في التداول. إذا كنت تفضل الاتجاهات القوية، فاستراتيجية “الارتداد الذهبي” ستكون الأنسب. إذا كنت تميل إلى التداول مع التصحيحات السعرية (عكس الاتجاه)، فإن استراتيجية “بداية التصحيح” قد تكون الأفضل لك.
كيف تعرف إذا كانت هناك إشارة رفض سعرية صعودية أو هبوطية؟ انتظر كسر اسفل مستوى الدعم ثم راقب معاودة سريعة أعلى مستوى الدعم مرة أخرى، إذا حدث ذلك فهي إشارة رفض صعودية أي انها إشارة شراء. وكذلك الحال في حالة أختراق المقاومة ثم معاودة سريعة بإغلاق شمعة اسفل المقاومة، فهذا يعني إشارة رفض سعرية صعودية أي أنها إشارة بيع.
الختام
التداول المتأرجح هو أسلوب فعال لتحقيق أرباح من تحركات السوق الصغيرة، وهو مناسب لأولئك الذين لا يريدون قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة. من خلال فهم الاستراتيجيات المختلفة مثل “استراتيجية الحصاد السريع” و”استراتيجية الارتداد الذهبي” و”استراتيجية بداية التصحيح”، يمكنك تحسين فرصك في النجاح. تأكد من اختيار الطريقة التي تناسب أسلوبك في التداول وأهدافك المالية.
0 تعليق