لو قدر لي العودة بالزمن، فهذه هي 7 نصائح ذهبية أتمنى لو كنت عرفتُها في بداية رحلتي في عالم تداول الفوركس:

 نصيحة رقم 1: لا تأخذ الأمور على محمل شخصي

اسأل نفسك:

• كيف تشعر عندما يصل السعر إلى أمر وقف الخسارة الخاص بك؟
• ماذا عن شعورك بعد سلسلة خسارة؟
• ماذا عن الشعور عندما يلامس السعر أمر وقف الخسارة ثم يصعد فجأة؟

في حال صادفتك أيٌّ من هذه المواقف، فمن السهل أن…

• تلقي باللوم على السوق لاستهدافك.
• تتهم الوسيط باصطياد أمر وقف الخسارة الخاص بك.
• تتهم المؤسسات الكبيرة بالتلاعب بالسوق.

لكن فكّر مليًا، هل تبدو هذه الاتهامات منطقية؟

لا! إليك السبب…

السوق لا يهتم بك. هو بمثابة محيط مالي ضخم يضم آلاف اللاعبين والمليارات من الدولارات تتدفق يوميًا. لا يوجد أي سبب منطقي للسوق لإيذائك أو استهدافك، ببساطة لأنه لا يهتم بك (أو بصراحة، لا يعلم حتى بوجودك!).

لذا، توقف عن التفكير في أن السوق ضدك. تذكر، أنت مجرد جزء صغير في هذا البحر المتلاطم، وليس نقطة محورية على خريطته.

هل يتربص وسيطك الموثوق بأمر وقف الخسارة الخاص بك؟

لا، لن يفعل وسيط محترف ذو تاريخ عريق ذلك.

لماذا؟ لأنه يخاطر بفقدان عملائه مدى الحياة.

في عالم اليوم، مع قوة مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع المراجعات، يمكن لشكوى واحدة أن تلحق الضرر بسمعة الوسيط وتطيحه عن القمة.

من وجهة نظر إدارة المخاطر، اصطياد أمر وقف خسارة عميل ليس صفقة رابحة للوسيط.

لكن، هل يعني هذا أن اصطياد أوامر وقف الخسارة مستحيل؟

لا، فقد يحدث ذلك مع وسطاء فوركس غير موثوقين يفكرون في المدى القصير.

لكن تذكر، احتمالية حدوث ذلك ضئيلة مع وسيط حسن السمعة ذو تاريخ عريق.

هل سوق الفوركس مسيطر عليه؟

بصراحة، نعم. كبار اللاعبين ذوو رؤوس الأموال الضخمة يستطيعون “مؤقتًا” تحريك السوق لتفعيل أوامر وقف الخسارة أو انقضاء عقود الخيارات.

إذن، أمامك خياران:

• أن تلقي باللوم على النظام، لكن هذا لن يوقف خسائرك وإحباطك.
• أن تتعمق في قواعد اللعبة وتتعلم كيفية الاستفادة منها.

الاختيار لك!

نصيحة رقم 2: لا تخبر أحدًا! (وليس حتى عائلتك)

حائرًا: “لماذا لا يمكنني إخبار الآخرين بأنني متداول فوركس؟”

حسنًا، إذا كنت تتداول بنجاح مستمر، فبالتأكيد! لا مشكلة في ذلك.

لكن إن لم تكن كذلك، فمن الأفضل أن تبقي الأمر سرًا.

لماذا؟ لأن السؤال الأول الذي ستواجهه بعد إخبار صديقك أنك متداول هو…

“هل ربحت مالًا من تداول الفوركس؟”

ستكون إجابتك على الأرجح “لا”.

ولن تشعر بالرضا، حيث ستُذكر بخسائرك وقلة خبرتك.

وعندما تلتقي بصديقك مجددًا، خمن ما هو السؤال الأول الذي سيطرحه؟

“هل ربحت مالًا من التداول؟”

مرة أخرى، ستكون إجابتك “لا” وستشعر بالهزيمة.

والآن خمن ما هو سؤال صديقك لك في المرة القادمة؟

أظنك فهمت وجهة نظري.

لذلك، لتجنب هذه “الصدمة”، لا تخبر أيًا كان عن تجربتك في التداول، حتى عائلتك.

نصيحة رقم 3: ابدأ التداول بالقليل!

لنسأل أنفسنا…

إذ كنت تستطيع تحمل خسارة 100 ألف دولار دون التأثير على نمط حياتك، فكم ستمول حساب التداول الخاص بك؟

100 ألف دولار؟

إجابة خاطئة!

لماذا؟ لأن أدائك سيكون في حده الأدنى عندما تبدأ التداول لأول مرة.

سترتكب أخطاء، تستسلم لعواطفك، وتفعل أشياء تضر بحسابك، مثل زيادة الخسائر أو توسيع أمر وقف الخسارة وما إلى ذلك.

بمعنى آخر، لن تدوم الـ 100 ألف دولار طويلاً.

الحل؟

ابدأ بحساب تداول صغير.

بهذه الطريقة، لن تكون أخطاؤك مكلفة، وحتى لو فقدت كل شيء، سيكون لديك مال إضافي لتمويل حساب تداول آخر.

لأنك، مهما حصل، ستدفع “تكلفة تعليم” للسوق.

السؤال الوحيد هو: هل تريد دفع تكلفة مرتفعة أم قليلة؟

نصيحة رقم 4: سيطر على المخاطر – كن قائد حسابك!

تخيل سيوفًا حادة تمثل تقلبات السوق، وحسابك بمثابة قلعة تحميه.

إدارة المخاطر هي درعك المتين الذي يصمد أمام ضربات هذه السيوف ويضمن بقاء قلعتك شامخة حتى في خضم عواصف السوق.

في عالم التداول، إدارة المخاطر هي بمثابة خليفة لك، تحمي حسابك من الانزلاق نحو الهاوية حتى لو واجهت سلسلة خسائر.

هي مهارة سهلة نسبيًا لإتقانها، لكن عوائدها تتضاعف على مر السنين في مسيرتك كمتداول.

إذن، كيف تطبق إدارة المخاطر على تداولاتك؟

إليك بعض النصائح الذهبية:

• اعرف متى تنسحب إذا اكتشفت خطأ.
• لا تخسر أكثر من 1% من رأس مالك

دعني أشرح لك…

اعرف متى تنسحب إذا اكتشفت خطأ

تذكر، الخسارة جزء لا يتجزأ من اللعبة، لكن الأهم هو الخروج منها بأقل ضرر ممكن. قبل الدخول في أي صفقة، حدد نقطة الخروج إذا كانت الأمور لا تسير لصالحك، سواء باستخدام أوامر وقف الخسارة أو تقنيات أخرى.

لا تخسر أكثر من 1% من رأس مالك

 القاعدة الذهبية في عالم التداول – أبداً لا تضع بيضك كله في سلة واحدة، وخصص نسبة محدودة لكل صفقة حتى تحمي حسابك من الهزات الكبيرة. قد يكون لديك خطة خروج رائعة، لكن حجم الصفقة الخاطئ يمكن أن يحطم درعك ويصيب قلعتك بخسارة فادحة. السر هنا هو تحديد حجم مناسب لكل صفقة مع مراعاة نقطة وقف الخسارة، بحيث تتحمل قلعتك خسارة صغيرة حتى لو هاجمتك عواصف السوق.

تذكر:

أمر وقف الخسارة وحجم الصفقة وجهان لعملة واحدة. فكلما تزيد حجم الصفقة، قلل حجم وقف الخسارة والعكس صحيح. أتقن علاقتهما وستنصنع درعًا لا يقهر!

النصيحة رقم 5: رحلة تعلم مستمرة – استكشف خياراتك ولا تقف عند حد!

كمبتدئ في الفوركس، هناك أشياء تعرف أنك لا تعرفها. وأيضاً، هناك أشياء لا تعرف أنك لا تعرفها (وهي أكثر بكثير).

لذا، لا تركز على أسلوب أو استراتيجية واحدة مبكرًا جدًا، فقد لا تكون مناسبة لك.

بدلاً من ذلك، استكشف خياراتك المتاحة.

اطلع على كل ما تستطيع عن التداول، أي شيء يمكنك التعمق فيه. مثل التداول اليومي، وتداول التأرجح، ومؤشرات مثل RSI و MACD و Stochastic والمتوسط المتحرك وتداول كسر الاتجاه وتتبع الاتجاه، إلخ.

لكن تذكر:

لن تكون كل أدوات التداول التي تتعلمها مفيدة لك. لكن المفتاح هو فهم ماهيتها وكيف تعمل وما الغرض منها.

على سبيل المثال:

المتوسط المتحرك هو مؤشر لتتبع الاتجاه. يتم حسابه عن طريق حساب متوسط السعر على فترة معينة ويتم رسمه كخط على الرسم البياني.

يمكنك استخدام المتوسط المتحرك لمتابعة أمر وقف الخسارة الخاص بك، وتحديد منطقة القيمة، وتصفية اتجاه السوق.

والآن…

بمجرد أن تتعرف على الأدوات المختلفة المتاحة، يمكنك اختيار الأدوات المناسبة لاحتياجاتك، وليس اتباع القطيع بشكل أعمى.

هل أصبح الأمر منطقيًا؟

نصيحة احترافية:

في النهاية، ستدرك أن 90٪ مما تعلمته غير ذي صلة. ستتخلص منهم وتركز على الـ 10٪ التي تكفي لجعلك متداولًا ناجحًا.

النصيحة رقم 6: هل تداول الفوركس يناسبك حقًا؟

أعلم أن قول هذا صعب، لكن ليس الجميع يصلح لتداول الفوركس، تمامًا كما أن ليس الجميع يصلح أن يكون طبيباً، أو محامياً، أو مهندساً، إلخ.

لذلك، إذا شعرت في أي وقت أن التداول لا يناسبك، فالحكمة تقتضي بأن تتركه.

نعم، ربما خسرت الوقت والجهد والمال الذي استثمرته فيه، لكن الأسوأ هو استنزاف المزيد من مواردك فيه رغم معرفتك الداخلية أنه لن يؤدي إلى النجاح.

هل تفهم ما أقول؟

لا يوجد عيب في الإقلاع عن شيء لا يناسبك، ولا يعني ذلك أنك فاشل.

الفائزون يتركون أشياء كثيرة حتى يجدوا شغفهم الحقيقي – ثم يكرسون له كل طاقتهم.

إذا لم يكن التداول هو شغفك، فهذا يعني أنك لم تجده بعد.

وأكرر، لا عيب في الإقلاع.

نصيحة احترافية:

فكر في الأمر بهذه الطريقة، التداول وسيلة لتحقيق غاية وليس الهدف الوحيد للوصول إلى أحلامك.

يمكنك أيضاً تحقيق أهدافك من خلال التجارة الإلكترونية، أو التدوين، أو إنشاء المحتوى، إلخ.

النصيحة رقم 7: لا تستعجل ترك وظيفتك!

اسمح لي أن أشارككم قصة حقيقية…

بدأ مصطفى (اسم مستعار) تداول الفوركس مؤخرًا.

مول حسابًا حقيقيًا وحقق ربحًا قدره 1000 دولار بعد صفقات قليلة.

ففكر مع نفسه…

“إذا استطعت تحقيق 1000 دولار من التداول بدوام جزئي، فسأربح المزيد بالتداول بدوام كامل.”

لذا، ترك مصطفى وظيفته ليتفرغ للتداول.

كانت الأيام القليلة الأولى جيدة حيث كان يحقق أرباحًا ثابتة من السوق.

ثم تغير السوق وتسللت الخسائر.

في النهاية، خسر كل أرباحه وأفرغ حسابه.

والآن، عاد إلى سوق العمل يبحث عن وظيفة.

إذن، ما الدرس المستفاد؟

لا تستعجل ترك وظيفتك!

مجرد تحقيقك لبعض المال من الأسواق المالية لا يعني أنك تستطيع فعل ذلك بدوام كامل – فقد يكون مجرد حظ المبتدئين.

بالإضافة إلى ذلك، يتطلب التداول بدوام كامل عقلية مختلفة، وحجم حساب مختلف، وتوقعات مختلفة، إلخ.

الخاتمة:

إذن، إليك ما تعلمته:

• لا تأخذ الأمور بمحمل شخصي لأن السوق لا يعرف من أنت (ولا يهتم بما تفعله).
• لا تخبر عائلتك وأصدقائك بالتداول لتخفيف الضغط عليك.
• ابدأ بحساب تداول صغير لأن أخطائك لن تكون مكلفة.
• أتقن إدارة المخاطر لأنها ستثمر طوال مسيرتك المهنية في التداول.
• تعلم قدر الإمكان لتكتشف ما يتوافق معك، ثم تعمق في ذلك الموضوع.
• التداول ليس للجميع – لا عيب في الإقلاع عنه.
• لا تترك وظيفتك حتى تصبح متداولًا رابحًا باستمرار (لا يُحتسب بضع صفقات رابحة).

والآن دورك…

ما هي الممارسة الجيدة التي يجب اتباعها في عامك الأول من التداول؟

اترك تعليقًا أدناه وشارك أفكارك معي.